تطور التوعية حول التنمية المستدامة في البحرين من خلال نهج البحث التثليثي الشامل

في السنوات الأخيرة، تم تنظيم العديد من البرامج حول التنمية المستدامة لإلقاء الضوء على ضرورة وأهمية حماية شتى أنماط الموارد المختلفة للأطراف المعنية من أصحاب المصالح المشتركة في المستقبل ومن أجل تمهيد الطريق لتحقيق التطور والنمو على أسس راسخة الجذور من أجل الحفاظ على الإيجابية والحماية والاستمرارية. وقد تم بلورة هذه المساعي من أجل المضى قدماً في تحقيق التنمية المستدامة بأسلوب منهجي نتيجة إلى إيجاد العديد من الأطر لتحقيق الإستدامة، والتدخلات المتعمدة من قبل المنظمات الدولية، وتضافر مختلف التحالفات في شتى أنحاء العالم، وتعزيز نظم الدعم في مختلف الدول.

ومع ذلك، فإن تنفيذ برامج التنمية المستدامة في مختلف الدول قد واجهتها العديد من التحديات الجسيمة والصعاب التي طغت عليها في أغلب الأحيان الطابع السياسي والاقتصادي والتكنولوجي بطبيعة الحال. وفي حالة منطقة الخليج العربي، فإن هذه القضايا التي تصاحب برنامج الاستدامة المحلية تواصل في إفراز عراقيل تقف حجر عثرة في طريق تنفيذها بفعالية وكفاءة. وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن منطقة الخليج تعتمد على أشكال وعمليات الطاقة غير لتوفير احتياجاتها من الطاقة العالمية. هذا القلق له ما يبرره أيضاً في حالة مملكة البحرين، إحدى الدول في منطقة الخليج العربي، حيث يبدو جلياً وبشكل واضح اعتمادها على الطاقة غير المتجددة. ونظراً لهذه المسائل الهامة المرتبطة بتشغيل برامج التنمية المستدامة، وتقدم هذه الورقة إطاراً لتعزيز الجهود التي تبذلها الحكومة في مجال نشر التوعية حول التنمية المستدامة في مملكة البحرين مع استخدام نهج البحث التثليثي الشامل مع التركيز بشكل جذري على الأدوار الفاعلة التي يلعبها فئات الشباب والنساء والمستويات القطاعية الأخرى كل على حدة. ويسلط الجزء الأول من هذه الورقة الضوء على الإفتقار إلى نشر التوعية بين الأطراف المعنية من أصحاب المصالح المشتركة فيما يختص بالمبادئ الأساسية للتنمية المستدامة. يتم إدخال مصطلح مستفيض يطلق عليه الوعي بالتنمية المستدامة في هذا الجزء من الورق باستخدام البحرين كنموذج للبيئة المحلية. وترتكز صياغة وبلورة هذه الفكرة على التصورات والمفاهيم المتاحة في المطبوعات التجريبية على حد سواء. فيما يبني الجزء الثاني من الورقة على المحاضرة التي تركز بشكل أساسي على الإجراءات المحددة التي يتعين اتخاذها لمعالجة الوضع الراهن في البحرين فيما يتعلق بنشر التوعية حول التنمية المستدامة عبر استخدام نهج البحث التثليثي الشامل الوارد ذكره أعلاه بصورة واسعة النطاق. ويشار إلى أن عمليات التخطيط والتنفيذ والتقييم لا تتجزأ من نهج البحث التثليثي الشامل. ونجد أنه في النهج المذكور تمنح أهمية قصوى لدور فئات الشباب والنساء والقطاعات الأخرى في تعزيز الوعي حول الاستدامة والإرتقاء بها. ومن بين الأمور التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من النهج البحث التثليثي الشامل إدراج وتضمين عناصر متماسكة مثل دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتطوير ثقافة البحث العلمي، وتعميم الأهداف الوطنية للاستدامة إلى أصغر وحدات في المجتمع. أما الجزء الأخير من الورقة يقدم مناقشة التحديات المتوقعة في المستقبل وسبل الاستفادة من النهج المذكور كما أوضح أهمية مشاركة القطاعات المتنوعة للنهوض والإرتقاء بنشر الوعي حول التنمية المستدامة بين مختلف الأطراف المعنية من أصحاب المصالح المشتركة.

Related posts