التاريخ: 19 يناير 2021
أصدر مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مملكة البحرين تقريراً بعنوان “الصحة البدنية والنفسية ودور التطبيب عن بعد خلال جائحة كوفيد-19 في مملكة البحرين”، يتضمن تحليلاً لتأثير الجائحة على الحياة المعيشية اليومية والصحة البدنية والنفسية، وفائدة استخدام آليات التطبيب عن بعد خلال الأزمة وسبل تطويره مستقبلاً.
اعتمد التقرير على مقابلات معمقة لعيّنة من الأطباء في تخصصات مختلفة ومستخدمي التطبيب عن بعد، للوقوف على تجاربهم ورؤاهم لفاعلية وفوائد التحول للتطبيب عن بعد كاستراتيجية مكملة للحصول على خدمات الرعاية الصحية الوطنية خلال الجائحة، وكشف أوجه القصور والنقاط التي تحتاج إلى معالجتها لتحسين وتطوير مستوى التطبيب عن بعد في المملكة.
بدورها، قالت الدكتورة فاطمة السبيعي، زميلة أبحاث بمركز “دراسات” والباحثة الرئيسية في فريق إعداد التقرير: “توفر نتائجنا فهماً أفضل للآثار النفسية للجائحة على سكان مملكة البحرين، والإجراءات الضرورية في هذا السياق، وتوصيات تطوير التطبيب عن بعد من أجل المصلحة العامة”.
وبيّن التقرير أن السكان في البحرين مروا بتغيرات ملحوظة في السلوك ونمط الحياة، بما في ذلك عادات الرياضة والأكل والنوم، ما أثر على قدرة بعض المرضى على العناية الذاتية وإدارة مرض السكر، حيث لوحظت زيادة زيارات المرضى من الأعمار 18 إلى 45 عاماً إلى عيادات مرض السكري أثناء المراحل الأولى للجائحة، وإن قلت بشكل عام زيارات المرضى إلى المستشفيات خوفاً من العدوى؛ واكبه ارتفاع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الإشراف على تعلم الأطفال نظراً للتحول إلى التعليم عن بعد.
ونتيجة للتغيرات الكبيرة التي أحدثتها الجائحة في الحياة العامة للمجتمع، كانت فئة الراشدين الشباب (18 – 36 سنة) الأكثر تأثراً بالقلق النفسي والاكتئاب الناجمين عن صعوبة التأقلم مع الأوضاع ومواصلة العلاقات الاجتماعية والأنشطة بالنمط الذي قيدته الجائحة.
علاوةً على ما سبق، أضاف التعلم عن بعد والإشراف على تعليم الأطفال مسؤوليات وتحديات على عاتق الأمهات العاملات، مما أدى إلى ظهور بعض الآثار السلبية على الصعيدين الجسدي والنفسي، وهو سبب إضافي للتركيز على وضع الحلول للمحافظة على صحة الناس الجسدية والنفسية بغض النظر عن الفئة العمرية.
وأفاد التقرير أن تحول مملكة البحرين إلى التطبيب عن بعد خلال جائحة فايروس كورونا المستجد ساعد في الحفاظ على سلامة المراجعين والأطقم الطبية ومنع تعطل الخدمات الطبية الحيوية في المستشفيات وإيصال الرعاية الصحية اللازمة لجميع الحالات، كما أدى تفعيل وممارسة التطبيب عن بعد إلى تحقيق مستوى أفضل من الكفاءة والتنسيق والتعاون في قطاع الرعاية الصحية، فقد أعاد تصميم نماذج وإجراءات العمل المشترك بين مزودي الخدمات، مما أدى إلى إطلاق خدمات جديدة في مجالي التأمين وتوصيل الأدوية أثناء الجائحة.
بالإضافة لذلك، صادفت تجربة التطبيب عن بعد عدة تحديات خلال الجائحة، على رأسها غياب التأمين الصحي عند بعض مزودي خدمة التطبيب عن بعد في القطاع الخاص، وصعوبة استخدام التكنولوجيا على بعض المرضى وأفراد الطاقم الطبي، والقيود على وصفات الأدوية النفسية الخاضعة للرقابة.
وأوصى التقرير بضرورة الاهتمام بتطوير التطبيب عن بعد وتنميته كصناعة مستقبلية ذات فوائد اجتماعية واقتصادية، ووضع المعايير المدروسة والفعالة لممارسة هذا المجال بأحدث الأساليب والتقنيات، وتوظيف التطبيقات الرقمية الذكية بشكل أوسع في الرعاية والخدمات الصحية، والتفاعل والتعاون المستمرين بين كافة أطراف قطاع الرعاية الصحية، وهو أمر ضروري لرفع مستوى جودة الرعاية الصحية وتسهيل الحصول عليها في مملكة البحرين.