في قمة لم تسلط عليها الأضواء الإعلامية كثيرًا انعقدت يومي التاسع عشر والعشرين من أكتوبر 2018 قمة في العاصمة البلجيكية بروكسل التقى خلالها قادة ثلاثين دولة أوروبية مع نظرائهم من إحدى وعشرين دولة آسيوية، وقد استهدفت تلك القمة تعزيز أطر الشراكة بين الجانبين في توقيت لا يخلو من دلالات مهمة سواء بالنسبة إلى الدول الأوروبية ذاتها أو بالنسبة إلى آسيا عمومًا، فأوروبا التي تواجه تحديات اقتصادية عديدة تبحث دائمًا عن شركاء في جميع أنحاء العالم، وآسيا الصاعدة تريد نظامًا عالميًا متعدد الأقطاب، بيد أن الأمر يجب ألا ينظر إليه من منظور اقتصادي بحت، فبقدر ما تكون هناك فرص أمام الجانبين لبناء شراكات إلا أنه في الوقت ذاته هناك قيود تتمثل في مسألة التوازنات، صحيح أن هناك أهمية لبناء شراكات اقتصادية إلا أن تلك الشراكات ربما فيها ما يثير حفيظة الولايات المتحدة الحليف التقليدي للدول الأوروبية والدولة المحورية في الإطار الدفاعي التقليدي وهو «حلف الناتو»، بالإضافة إلى وجود قائمة من الخلافات بين الولايات المتحدة وهؤلاء الشركاء ليس أقلها سعي الجانب الأوروبي إلى تجنب اندلاع حرب تجارية مع الولايات المتحدة، والملف النووي الإيراني وهي الأهداف ذاتها التي قد يلتقي بعضها أو جميعها مع أهداف بعض الدول المحورية في آسيا ومنها الصين التي فُرضت عليها رسوم تجارية عقابية من جانب الولايات المتحدة تقدر بحوالي 250 مليار دولار.

اقرأ المزيد