الأهمية الاستراتيجية لمناورات الحروب الافتراضية
كثيرة هي التداعيات التي رتبتها الأزمات الإقليمية الراهنة، ولعل أهمها قاطبة ليس تغير مفهوم التهديدات الأمنية فحسب بل إمكانية اندلاع اشتباكات عسكرية أو أزمات غير متوقعة، ولا يعني ذلك عدم قدرة الجيوش على التعامل معها، فكافة الجيوش لديها الجاهزية والاستعداد اللازم، إلا أن تعزيز الإجراءات الاحترازية يبقى ضرورة استراتيجية، والتي تمثلت تقليدياً في المناورات العسكرية بكل أنواعها البحرية والبرية والجوية، إلا أنه لوحظ اهتمام العديد من دول العالم خلال السنوات الأخيرة بما يعرف «بمناورات الحروب الافتراضية» ويتمثل ذلك الاهتمام في التمرين على حالة حرب حقيقية ولعل المثال الأبرز في هذا الشأن إعلان الجيش المصري تنفيذ مناورات على الحدود الغربية لمصر مع ليبيا في يوليو 2020 والتي أطلق عليها «حسم 2020» وتضمنت إيضاح قدرة سلاح الطيران على تزويد الطائرات بالوقود في الجو، واستهداف الارتكازات العسكرية أثناء تدشينها لإلحاق قدر كبير من الخسائر بالقوات المستهدفة، بالإضافة إلى تفاصيل بشأن الاشتباكات العسكرية في المناطق الجبلية، وفي سبتمبر من العام ذاته أجرى الجيش الروسي مناورات شارك فيها حوالي 80 ألف جندي أطلق عليها «القوقاز 2020» بهدف مواجهة نزاع واسع النطاق، والأمثلة على ذلك كثيرة، وتثير تلك القضية ثلاثة تساؤلات مهمة الأول: ما أهمية إجراء هذا النوع من المناورات النوعية؟ والثاني: ما مؤشرات تطورها خلال السنوات القليلة الماضية؟ والثالث: كيف تسهم تلك المناورات في إدارة الأزمات؟
أشرف كشك ، زميل باحث ، رئيس الدراسات الإستراتيجية والدولية