من لا تاريخ له، لا مستقبل له، ذلك هو الدرس الأبرز الذى يمكنك أن تخرج به بعد الحديث مع الدكتور الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، لأنه يغوص بنا فى طرقات التاريخ وأحداثه، لينير الواقع العربى الراهن، ويرد كل شىء إلى أصله، ولأنه الرجل الذى اختار الفكر والدراسات لتكون مجال عمله، لا يبتعد أبدا عن الحقائق العلمية والمنطقية فى فهم الأمور، فحين نتحدث عن قطر، يعود بنا إلى فترات زمنية سحيقة حين كان حكامها ينتهجون العدوان والأكاذيب لزعزعة استقرار جيرانهم، كاشفا عن أن قطر ذات سمعة عريضة فى التآمر سواء مع الأتراك أم الإيرانيين، ضد جيرانها، لأنها تشعر دائما بضآلة حجمها.
وبحسه العروبى الناصع، يفرق عبد الله بن أحمد آل خليفة، بين نوعين من الدول، فهناك أصحاب الحضارات العريقة مثل مصر والبحرين، وهناك الدول حديثة العهد بالوجود على الخريطة، كما أن هناك دولا تحارب الإرهاب من منظورها الحضارى وأخرى تدعمه، بحثا عن مكان تحت الشمس، ذلك الحس العروبى الذى يتمتع به عبد الله بن أحمد آل خليفة، جعله يثمن الأدوار الحضارية للعرب، ويسعى لاتفاقيات شراكة مثمرة بين مركز الدراسات الذى يرأسه وبين بقية مراكز الدراسات على مستوى الوطن العربى، وبحسه السياسى الثاقب لا يتعامل الرجل مع الإرهاب على أنه حرب أمنية، بل هو فكرة يحب استئصالها من المنبع عبر الفكر والثقافة والدراسات، والاهتمام بتكوين المواطن الواعى، وإعطاء المرأة حقها، والحنو على الأجيال الجديدة لتكون جاهزة للمستقبل.