خلال تدشين كتاب حول العلاقات البحرينية البريطانية في مركز ``دراسات`` الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة: العلاقات البحرينية البريطانية قائمة على أسس صداقةٍ متينةٍ واحترامٍ مُتبادل
التاريخ: 6 ديسمبر 2022م
أكد سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات”، أن العلاقات البحرينية البريطانية منذ بدايتها قبل مئتي عام قامت على أسس صداقةٍ متينةٍ واحترامٍ مُتبادل، وأن المملكة المتحدة تُعتبر حليفًا استراتيجيًا هامًا لمملكة البحرين، نظرًا لتميز مضامين ومسارات الشراكة وتسارع وتيرتها في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.
جاء ذلك خلال حفل تدشين مركز “دراسات” لإصدارٍ جديدٍ بعنوان “جوانب من العلاقات البحرينية البريطانية في عهد حاكم البحرين الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة 1932 – 1942م”، الذي ألفه الدكتور حمد إبراهيم العبدالله المدير التنفيذي للمركز، ذلك بحضور سعادة السيد رودي دارموند سفير المملكة المتحدة لدى مملكة البحرين، وعددٍ من كبار المسؤولين وممثلي الصحافة والإعلام والمهتمين مساء يوم الاثنين 5 ديسمبر 2022م في مقر المركز في عوالي.
وأضاف سعادته أن المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة طيب الله ثراه، كان حريصًا على استثمار الصداقة البحرينية البريطانية في الإفادة من الخبرات المؤسسية البريطانية والتأسيس لنظامٍ إداريٍ متين، وهو ما رصدته الوثائق التي عكف المؤلف على تجميعها ودراستها وتحليلها، لتكون وثيقةً تاريخيةً من شأنها أن تُظهر مدى العمق والتجذر في النهج القيادي الذي اختطه آل خليفة الكرام.
ونوه سعادته إن حرص مركز “دراسات” على استلهام الرؤى الملكية السامية لتوثيق مسيرة مملكة البحرين وقادتها لإثراء الذاكرة الوطنية، يُتيح الفرصة أمام الأجيال القادمة لقراءة النهج الوطني لرجالات البحرين واستخلاص العبر والدروس من تجاربهم وتعزيز دور القدوة القيادية في صياغة مبادئ قيم العمل الوطني والتنموي في المملكة، مُعبرًا عن تطلعه إلى مزيدٍ من الانجازات في هذا اطار لمركز “دراسات” الذي تبوأ مكانته الوطنية المرموقة بكل جدارةٍ واقتدار.
من جهته أشاد سعادة السيد رودي دارموند سفير المملكة المتحدة لدى مملكة البحرين بالتقدم المضطرد الذي تشهده العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة في المجالات كافة، منوهًا بالعلاقات التاريخية القائمة بين البلدين الصديقين، وأشار في كلمته إلى أن مثل هذه الإصدارات من شأنها أن تُسلط الضوء على عُمق ومتانة العلاقات البحرينية البريطانية التي قامت على أسس الاحترام المُتبادل والتطلع نحو مستقبلٍ أفضلٍ للمنطقة، والإقرار بالدور الحيوي والاستراتيجي لمملكة البحرين في تعزيز السلام وخدمة الإنسانية جمعاء.
ويغطي الكتاب الذي يتكون من 197 صفحة باللغتين العربية والإنجليزية حقبةً هامةً من تاريخ العلاقات البحرينية البريطانية العريقة في عهد صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، الذي حكم مُنذ عام 1932م وحتى عام 1942م؛ بهدف الاحتفاء بعدة جوانب من علاقة الصداقة المتينة البحرينية البريطانية.
ويسلط الكتاب الضوء على عدة محاور رئيسة متعلقة بالموضوع والفترة الزمنية الخاصة به، تشمل لمحةً موجزةً عن التطور السياسي للعلاقة البحرينية البريطانية إبتداءً من عام 1816م، ونظرة الساسة البريطانيين لعمل وإسهامات المستشار البريطاني لحكومة البحرين السير تشارلز بلجريف، والحدث الذي أدى إلى تمخض فكرة تأليف مشروع لحنٍ للنشيد الوطني البحريني على متن سفينةٍ بريطانيةٍ استقلها الشيخ حمد، علاوةً على البحث في مسألة تطور العلاقات الثنائية البحرينية البريطانية، حيث قامت الأخيرة بنقل قاعدتها البحرية في الخليج العربي إلى البحرين، وكذلك زيارة الشيخ حمد إلى بريطانيا في عام 1936م، التي كانت أول زيارةٍ رسميةٍ يقوم بها حاكمٌ للبحرين إلى بريطانيا، وكان من أبرز الأحداث التي شهدتها الزيارة تقليد الملك إدوارد الثامن الشيخ حمد وسام الإمبراطورية الهندية بدرجة قائد فرسان.
ويعرض الكتاب مدى متانة العلاقات البحرينية البريطانية خاصة في السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية حتى وفاة الشيخ حمد عام 1942م، معتمدًا على مجموعةٍ من المصادر التاريخية الرئيسة مثل أرشيف سجلات مكتب الهند المتوفرة في المكتبة البريطانية، التي تشمل على رسائل ووثائق تابعة لدار الاعتماد (مقر الوكيل السياسي) في البحرين ودار المُقيم السياسي وخطابات من وإلى حكومة البحرين؛ بالإضافة إلى أرشيف التقارير السنوية الصادرة عن دار المُقيم السياسي في الخليج العربي، كما تم الاطلاع على مجموعةٍ من الصُحف البريطانية والهندية والعالمية، وغيرها من مُذكراتٍ لشخصياتٍ دبلوماسيةٍ بريطانية.